كتاب الجهاد (الجزء الأول)
اكتب معاني الجهاد لغة و إصطلاحا، و مشروعيته من الكتاب و سنة النبي عليه الصلاة و السلام.
الجهاد لغة: المشقة، بذل الجهد، و بذل الطاقة في قتال مع الكفار.
الجهاد شرعا/اصطلاحا: بذل الجهد في قتال الكفَّار، والبغاة، و قطَّاع الطرق.
و مشروعية الجهاد: بالكتاب، والسنة، والإجماع.
إنَّ الجهاد فرض كفاية إذا قام به من يكفي، و سقط عن الباقين، و إلَّا أثموا جميعا، مع العلم و القدرة.
إنَّ الجهاد فرض عين في ثلاثة مواضع:
الأول: إذا تقابل الفريقان، فيكون الجهاد فرض عين. ولا يجوز الانصراف.
الثاني: إذا دخل العدو في البلد و حاصرها. فيكون الجهاد فرض عين.
الثالث: اذا استنفر الإمام الناس استنفارًا عامًّا، أو خصَّ شخصاً واحدًا للجهاد، فيكون الجهاد فرض عين عليه.
الكتاب/ القرآن الكريم:
قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ." (التوبة:38)
و الحق أنَّ الدين الإسلامي قام على الدعوة بالحكمة، و الموعظة الحسنة. جاء في نصوص القرآن الكريم و السنة المطهرة أنَّ الإسلام جاء بالحكمة، والرحمة، والسلام، والإصلاح. كما قال الله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ. قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ." (البقرة:256)
السنة:
هناك أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في الحروب، و وصاياه الكثيرة لقواده. كما روى الإمام مسلم في كتابه: "أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أمَّر على سرية، أو جيش، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله، و من معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا."
"و نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء و الصبيان".
وقال النبي عليه الصلاة و السلام: "اخرجوا باسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع".
و قال: "ولا تقتلوا شيخًا فانيًا".
أوصى أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان، حين بعثه أميرًا على ربع من أرباع الشام، و قال: "إني موصيك بعشر خلال:
لا تقتل المرأة.
ولا صبيَّا.
و لا كبيرًا هرمًا.
ولا تقطع شجرًا مثمرًا.
ولا تخرب عامرًا.
ولا تعقرن شاة.
ولا بعيرًا إلا لمأكلة.
ولا تقطعن نخلا، ولا تحرقه.
ولا تغلل.
ولا تجبن.
أكتب حكم الجهاد بأموال، و أنفس، و ألسِنَة. و ما قال النبي عليه الصلاة السلام عن الشخص الذي مات و لم يَغزُ؟
حكم الجهاد بأموال، و أنفس، و ألسِنَة:
هناك أقوال كثيرة على وجوب حكم الجهاد بأموال، و أنفس، و ألسِنَة.
الجهاد بالمال:المراد منه أنفاق المال على شراء (for buying) السلاح، و تجهيز الجيش، وغير ذلك.
الجهاد بالنفس: المراد منه أن يقاتل الشخص القادر بالسيف في ميدان الحرب.
الجهاد باللسان: المراد منه الدعوة إلى دين الله تعالى و نشره. و دفاع الإسلام، و مجادلة الملاحدة (الملحد) و غير ذلك.
حكم الشخص الذي مات و لم يَغزُ:
قول النبي عليه الصلاة والسلام دليل على وجوب الجهاد على الرجال في سبيل الله. و الإبتعاد عن الجهاد من صفات المنافقين.
العزم و النية على الجهاد واجب إذا لم يقدر المسلم أن يشترك في الجهاد، أما إذا يكون قادرا فعليه أن يشترك فيه.
كل هذه الأحكام تدل على أنَّ الشخص إذا مات بدون الإشتراك في القتال و هو كان قادرا عليه، فهو مات على خصلة من خصال النفاق (خصال المنافقين).
هل القتال واجب على النساء؟ أكتب حكم القتال في حق النساء.
قتال الأعداء ليست مشروعة في حق النساء بسبب ضعف البدن، ورقة القلب، و عدم تحمل الأخطار. و يجوز لهن قيام بعلاج الجريج، و سقي العطشان و غير ذلك. فقالت أم عطية: غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، و اقيم بعلاج الجرحى و المرضى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء جهاد لا قتال فيه، و هو الحج و العمرة.
ما هو سبب تشبيه الحج و العمرة بالجهاد؟ اكتب فضيلة الجهاد.
سبب تشبيه الحج و العمرة بالجهاد:
تشبيه الحج و العمرة بالجهاد بسبب السفر الجامع في كلاهما، و البعد عن الوطن، و البعد عن الأهل، خطرات السفر، و تعب البدن، و بذل المال.
الجهاد واجب على الشخص القادر عليه و هكذا الحج و العمرة واجب على الشخص القادر عليه.
فضيلة الجهاد:
إنَّ الجهاد فرض كفاية إذا قام به من يكفي، و سقط عن الباقين، و إلَّا أثموا جميعا، مع العلم و القدرة.
قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ".
و عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "الإيمان بالله، و الجهاد في سبيله".
و حديث أنس رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لغَدوَة في سبيل الله، أو رَوحَة خير من الدنيا، و ما فيها".
هل بر الوالدين أفضل من الجهاد؟
بر الوالدين فرض عين خصوصا في حالة كبرهما، و حاجاتهما إلى ولدهما. قال الله تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".
و في حديث عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلتُ: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلتُ: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
بر الوالدين فرض عين في كل حال. و لهذا السبب أمر النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي كان يستأذن أن يجهد في بر الوالدين و قال: "فيهما فجاهد".
سمي إتعاب النفس في القيام بمصالح الأبوين، و بذل المال في حاجاتهما جهادًا.
ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ الجهاد حرام على الولد إذا منعه الوالدان أو احدهما، و لكن بشرط لا بد أن يكون الوالدان مسلمين، لأنَّ برهما فرض عين، و الجهاد فرض كفاية.
و لكن إذا يكون الجهاد فرض عين، فيقدم على بر الوالدين، لأنَّ الجهاد مصلحة عامة كما لحفظ الدين و الدفاع عن المسلمين.